مباحث كلامية
  السوي المستوي الخلقة غير ناقص قال سبحانه {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ١٧}[مريم: ١٧] والمنشأ مفعول من أنشأ أي خلق وأوجد والمرعي المحوط المحفوظ.
  وظلمات الأرحام ومضاعفات الأستار مستقر النطف والرحم موضوعة فيما بين المثانة والمعى المستقيم وهي مربوطة برباطات على هيئة السلسلة وجسمها عصبي ليمكن امتدادها واتساعها وقت الحاجة إلى ذلك عند الولادة وتنضم وتتقنص إذا استغني عن ذلك ولها بطنان ينتهيان إلى فم واحد وزائدتان يسميان قريني الرحم وخلف هاتين الزائدتين بيضتا المرأة وهما أصغر من بيضتي الرجل وأشد تفرطحا ومنهما ينصب مني المرأة إلى تجويف الرحم وللرحم رقبة منتهية إلى فرج المرأة وتلك الرقبة من المرأة بمنزلة الذكر من الرجل فإذا امتزج مني الرجل بمني المرأة في تجويف الرحم كان العلوق ثم ينمي ويزيد من دم الطمث ويتصل بالجنين عروق تأتي إلى الرحم فتغذوه حتى يتم ويكمل فإذا تم لم يكتف بما تحته من تلك العروق فيتحرك حركات قوية طلبا للغذاء فتهتك أربطة الرحم التي قلنا إنها على هيئة السلسلة وتكون منها الولادة.
  قوله بدئت من سلالة من طين أي كان ابتداء خلقك من سلالة وهي خلاصة الطين لأنها سلت من بين الكدر وفعالة بناء للقلة كالقلامة والقمامة.
  وقال الحسن هي ما بين ظهراني الطين.
  ثم قال ووضعت في قرار مكين الكلام الأول لآدم الذي هو أصل البشر والثاني لذريته والقرار المكين الرحم متمكنة في موضعها برباطاتها لأنها لو كانت متحركة لتعذر العلوق.