شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

165 - ومن كلام له # لعثمان بن عفان

صفحة 263 - الجزء 9

  عثمان بل كان أحداث الصبيان فضلا عن العقلاء المميزين يعلمون وجهي الصواب والخطأ فيها.

  ثم شرع معه في مسلك الملاطفة والقول اللين فقال ما سبقنا إلى الصحبة ولا انفردنا بالرسول دونك وأنت مثلنا ونحن مثلك.

  ثم خرج إلى ذكر الشيخين فقال قولا معناه أنهما ليسا خيرا منك فإنك مخصوص دونهما بقرب النسب يعني المنافية وبالصهر وهذا كلام هو موضع المثل يسر حسوا في ارتغاء ومراده تفضيل نفسه # لأن العلة التي باعتبارها فضل عثمان عليهما محققة فيه وزيادة لأن له مع المنافية الهاشمية فهو أقرب.

  والوشيجة عروق الشجرة ثم حذره جانب الله تعالى ونبهه على أن الطرق واضحة وأعلام الهدى قائمة وأن الإمام العادل أفضل الناس عند الله وأن الإمام الجائر شر الناس عند الله.

  ثم روى له الخبر المذكور وروي ثم يرتبك في قعرها أي ينشب.

  وخوفه أن يكون الإمام المقتول الذي يفتح الفتن بقتله وقد كان رسول الله ÷ قال كلاما هو هذا أو يشبه هذا.

  ومرج الدين أي فسد والسيقة ما استاقه العدو من الدواب مثل الوسيقة قال الشاعر:

  فما أنا إلا مثل سيقة العدا ... إن استقدمت بحر وإن جبأت عقر

  والجلال بالضم الجليل كالطوال والطويل أي بعد السن الجليل أي العمر الطويل.