شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

173 - ومن خطبة له #

صفحة 307 - الجزء 9

  وقوله وقد سمع صارخا ينادي أنا مظلوم فقال هلم فلنصرخ معا فإني ما زلت مظلوما وقوله وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى وقوله أرى تراثي نهبا وقوله أصغيا بإنائنا وحملا الناس على رقابنا وقوله إن لنا حقا إن نعطه نأخذه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى وقوله ما زلت مستأثرا علي مدفوعا عما أستحقه وأستوجبه وأصحابنا يحملون ذلك كله على ادعائه الأمر بالأفضلية والأحقية وهو الحق والصواب فإن حمله على الاستحقاق بالنص تكفير أو تفسيق لوجوه المهاجرين والأنصار ولكن الإمامية والزيدية حملوا هذه الأقوال على ظواهرها وارتكبوا بها مركبا صعبا ولعمري إن هذه الألفاظ موهمة مغلبة على الظن ما يقوله القوم ولكن تصفح الأحوال يبطل ذلك الظن ويدرأ ذلك الوهم فوجب أن يجري مجرى الآيات المتشابهات الموهمة ما لا يجوز على البارئ فإنه لا نعمل بها ولا نعول على ظواهرها لأنا لما تصفحنا أدلة العقول اقتضت العدول عن ظاهر اللفظ وأن تحمل على التأويلات المذكورة في الكتب.

  وحدثني يحيى بن سعيد بن علي الحنبلي المعروف بابن عالية من ساكني قطفتا بالجانب الغربي من بغداد وأجد الشهود المعدلين بها قال كنت حاضرا مجلس الفخر إسماعيل بن علي الحنبلي الفقيه المعروف بغلام بن المنى وكان الفخر إسماعيل بن علي هذا مقدم