شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأشعث بن قيس ونسبه وبعض أخباره

صفحة 296 - الجزء 1

  إلى أبي بكر موثقا في الحديد هو، والعشرة فعفا عنه وعنهم وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة، وكانت عمياء فولدت للأشعث محمدا، وإسماعيل، وإسحاق.

  وخرج الأشعث يوم البناء عليها إلى سوق المدينة فما مر بذات أربع إلا عقرها، وقال للناس هذه وليمة البناء، وثمن كل عقيرة في مالي، فدفع أثمانها إلى أربابها.

  قال أبو جعفر محمد بن جرير في التاريخ: وكان المسلمون يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون أيضا وسبايا قومه، وسماه نساء قومه عرف النار وهو اسم للغادر عندهم.

  وهذا عندي هو الوجه، وهو أصح مما ذكره الرضي ¦ من قوله في تفسير قول أمير المؤمنين: وإن امرأ دل على قومه السيف أنه أراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة غر فيه قومه ومكر بهم حتى قتلهم، فإنا لم نعرف في التواريخ أن الأشعث جرى له باليمامة مع خالد هذا ولا شبهه، وأين كندة، واليمامة كندة باليمن، واليمامة لبني حنيفة، ولا أعلم من أين نقل الرضي ¦ هذا.

  فأما الكلام الذي كان أمير المؤمنين # قاله على منبر الكوفة فاعترضه فيه الأشعث فإن عليا # قام إليه، وهو يخطب ويذكر أمر الحكمين رجل من أصحابه بعد أن انقضى أمر الخوارج فقال له: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها فما ندري أيالأمرين أرشد، فصفق # بإحدى يديه على الأخرى وقال: هذا جزاء من ترك العقدة، وكان مراده # هذا جزاؤكم إذ تركتم الرأي والحزم، وأصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم فظن الأشعث أنه أراد هذا جزائي حيث تركت الرأي والحزم وحكمت؛ لأن هذه اللفظة محتملة ألا ترى أن الرئيس