شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأشعث بن قيس ونسبه وبعض أخباره

صفحة 297 - الجزء 1

  إذا شغب عليه جنده وطلبوا منه اعتماد أمر ليس بصواب فوافقهم تسكينا لشغبهم لا استصلاحا لرأيهم، ثم ندموا بعد ذلك قد يقول: هذا جزاء من ترك الرأي وخالف وجه الحزم، ويعني بذلك أصحابه وقد يقوله يعني به نفسه حيث وافقهم أمير المؤمنين # إنما عنى ما ذكرناه دون ما خطر للأشعث، فلما قال له هذه عليك لا لك.

  قال له: وما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين.

  وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي #، وهو في أصحاب أمير المؤمنين # كما كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله ÷ كل واحد منهما رأس النفاق في زمانه.

  وأما قوله #: للأشعث حائك ابن حائك فإن أهل اليمن يعيرون بالحياكة وليس هذا مما يخص الأشعث.

  ومن كلام خالد بن صفوان ما أقول في قوم ليس فيهم إلا حائك برد أو دابغ جلد أو سائس قرد ملكتهم امرأة وأغرقتهم فأرة ودل عليهم هدهد