174 - ومن خطبة له #
  أَلاَ وَإِنَّهُ لاَ يَنْفَعُكُمْ بَعْدَ تَضْيِيعِ دِينِكُمْ شَيْ ءٌ حَافَظْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ أَخَذَ اَللَّهُ بِقُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ إِلَى اَلْحَقِّ وَأَلْهَمَنَا وَإِيَّاكُمُ اَلصَّبْرَ لم يكن المسلمون قبل حرب الجمل يعرفون كيفية قتال أهل القبلة وإنما تعلموا فقه ذلك من أمير المؤمنين #.
  وقال الشافعي لو لا علي لما عرف شيء من أحكام أهل البغي.
  قوله # ولا يحمل هذا العلم إلا أهل البصر والصبر وذلك لأن المسلمين عظم عندهم حرب أهل القبلة وأكبروه ومن أقدم عندهم عليه أقدم على خوف وحذر فقال # إن هذا العلم ليس يدركه كل أحد وإنما له قوم مخصوصون.
  ثم أمرهم بالمضي عند ما يأمرهم به وبالانتهاء عما ينهاهم عنه ونهاهم عن أن يعجلوا بالحكم على أمر ملتبس حتى يتبين ويتضح.
  ثم قال إن عندنا تغييرا لكل ما تنكرونه من الأمور حتى يثبت أنه يجب إنكارها وتغييرها أي لست كعثمان أصر على ارتكاب ما أنهى عنه بل أغير كل ما ينكره المسلمون ويقتضي الحال والشرع تغييره.
  ثم ذكر أن الدنيا التي تغضب الناس وترضيهم وهي منتهى أمانيهم ورغبتهم ليست دارهم وإنما هي طريق إلى الدار الآخرة ومدة اللبث في ذلك الطريق يسيرة جدا.
  وقال إنها وإن كانت غرارة فإنها منذرة ومحذرة لأبنائها بما رأوه من آثارها في