176 - من خطبة له #
  ثم قال والتاركون أي يتركون الواجبات.
  ثم قابل ذلك بقوله والمأخوذ منهم لأن الأخذ في مقابلة الترك ومعنى الأخذ منهم انتقاص أعمارهم وانتقاض قواهم واستلاب أحبابهم وأموالهم.
  ثم شبههم بالنعم التي تتبع نعما أخرى.
  سائمة أي راعية وإنما قال ذلك لأنها إذا اتبعت أمثالها كان أبلغ في ضرب المثل بجهلها من الإبل التي يسيمها راعيها والمرعى الوبي ذو الوباء والمرض والمشرب الدوي ذو الداء وأصل الوبي اللين الوبيء المهموز ولكنه لينه يقال أرض وبيئة على فعيلة ووبئة على فعلة ويجوز أوبأت فهي موبئة.
  والأصل في الدوي دو بالتخفيف ولكنه شدده للازدواج.
  ثم ذكر أن هذه النعم الجاهلة التي أوقعت أنفسها في هذا المرتع والمشرب المذمومين كالغنم وغيرها من النعم المعلوفة.
  للمدى جمع مدية وهي السكين لا تعرف ما ذا يراد بها وتظن أن ذلك العلف إحسان إليها على الحقيقة.
  ومعنى قوله تحسب يومها دهرها أي تظن أن ذلك العلف والإطعام كما هو حاصل لها ذلك اليوم يكون حاصلا لها أبدا.
  وشبعها أمرها مثل ذلك أي تظن أنه ليس أمرها وشأنها إلا أن يطعمها أربابها لتشبع وتحسن وتسمن ليس يريدون بها غير ذلك.
  ثم خرج # من هذا الفن إلى فن آخر فأقسم أنه لو شاء أن يخبر كل واحد منهم من أين خرج وكيفية خروجه من منزله وأين يلج وكيفية ولوجه وجميع شأنه من مطعمه ومشربه وما عزم عليه من أفعاله وما أكله وما ادخره في بيته وغير ذلك من شئونه وأحواله لفعل.