20 - ومن خطبة له #
  متقدميهم ولا من متأخريهم قال: وإنما نفاه ضرار بن عمرو لمخالطته لأصحابنا وأخذه عن شيوخنا ما نسب قوله إليهم.
  ويمكن أن يقول قائل هذا الكلام لا يدل على صحة القول بعذاب القبر لجواز أن يعني بمعاينة من قد مات ما يشاهده المحتضر من الحالة الدالة على السعادة أو الشقاوة، فقد جاء في الخبر لا يموت امرؤ حتى يعلم مصيره هل هو إلى الجنة أم إلى النار ويمكن أن يعني به ما يعاينه المحتضر من ملك الموت وهول قدومه، ويمكن أن يعني به ما كان # يقوله عن نفسه إنه لا يموت ميت حتى يشاهده # حاضرا عنده والشيعة تذهب إلى هذا القول وتعتقده وتروي عنه # شعرا قاله للحارث الأعور الهمداني:
  يا حار همدان من يمت يرني ... من مؤمن أو منافق قبلا
  يعرفني طرفه وأعرفه ... بعينه واسمه وما فعلا
  أقول للنار وهي توقد للعرض ... ذريه لا تقربي الرجلا
  ذريه لا تقربيه إن له ... حبلا بحبل الوصي متصلا
  وأنت يا حار إن تمت ترني ... فلا تخف عثرة ولا زللا
  أسقيك من بارد على ظمإ ... تخاله في الحلاوة العسلا
  وليس هذا بمنكر إن صح أنه # قاله عن نفسه ففي الكتاب العزيز ما يدل على أن أهل الكتاب لا يموت منهم ميت حتى يصدق بعيسى ابن مريم #، وذلك قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ