شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

21 - ومن خطبة له #

صفحة 301 - الجزء 1

٢١ - ومن خطبة له #

  (فَإِنَّ اَلْغَايَةَ أَمَامَكُمْ وَإِنَّ وَرَاءَكُمُ اَلسَّاعَةَ تَحْدُوكُمْ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا يُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ) قال الرضي | أقول إن هذا الكلام لو وزن بعد كلام الله سبحانه، وبعد كلام رسول الله ÷ بكل كلام لمال به راجحا وبرز عليه سابقا.

  فأما قوله #: تخففوا تلحقوا فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا وما أبعد غورها من كلمة، وأنقع نطفتها من حكمة، وقد نبهنا في كتاب الخصائص وعلى عظم قدرها وشرف جوهرها غاية المكلفين هي الثواب أو العقاب فيحتمل أن يكون أراد ذلك، ويحتمل أن يكون أراد بالغاية الموت وإنما جعل ذلك أمامنا؛ لأن الإنسان كالسائر إلى الموت أو كالسائر إلى الجزاء فهما أمامه، أي: بين يديه.