شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الآثار الواردة في شديد عذاب جهنم

صفحة 36 - الجزء 10

  وروي أن رسول الله ÷ قال لجبريل ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قال إن ميكائيل لم يضحك منذ خلقت النار ورآها وعنه ÷ لما أسري بي سمعت هدة فسألت جبريل عنها فقال حجر أرسله الله من شفير جهنم فهو يهوي منذ سبعين خريفا حتى بلغ الآن فيه وروي عن النبي ÷ في قوله {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ١٠٤}⁣[المؤمنون: ١٠٤] قال تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته وروى عبيد بن عمير الليثي عنه # لتزفرن جهنم زفرة لا يبقى ملك ولا نبي إلا خر مرتعدة فرائصه حتى إن إبراهيم الخليل ليجثو على ركبتيه فيقول يا رب إني لا أسألك إلا نفسي

  أبو سعيد الخدري مرفوعا لو ضربت جبال الدنيا بمقمع من تلك المقامع الحديد لصارت غبارا.

  الحسن البصري قال الأغلال لم تجعل في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوا الرب ولكن إذا أصابهم اللهب أرسبتهم في النار ثم خر الحسن صعقا وقال ودموعه تتحادر يا ابن آدم نفسك نفسك فإنما هي نفس واحدة إن نجت نجوت وإن هلكت لم ينفعك من نجا.

  طاوس أيها الناس إن النار لما خلقت طارت أفئدة الملائكة فلما خلقتم سكنت.