شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر فوائد العزلة

صفحة 48 - الجزء 10

  اخفض الصوت إن نطقت بليل ... والتفت بالنار قبل المقال

  ليس للقول رجعة حين يبدو ... بقبيح يكون أو بجمال

  ومن خالط الناس لا ينفك من حاسد وطاعن ومن جرب ذلك عرف.

  ومن الكلام المأثور عن علي # اخبر تقله قال الشاعر:

  من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذم من يحمد

  وصار بالوحدة مستأنسا ... يوحشه الأقرب والأبعد

  وقيل لسعد بن أبي وقاص ألا تأتي المدينة قال ما بقي فيها إلا حاسد نعمة أو فرح بنقمة.

  وقال ابن السماك كتب إلينا صاحب لنا أما بعد فإن الناس كانوا دواء يتداوى به فصاروا داء لا دواء لهم ففر منهم فرارك من الأسد.

  وكان بعض الأعراب يلازم شجرة ويقول هذه نديمي وهو نديم فيه ثلاث خصال إن سمع لم ينم علي وإن تفلت في وجهه احتمل وإن عربدت عليه لم يغضب فسمع الرشيد هذا الخبر فقال قد زهدني سماعه في الندماء.

  وكان بعضهم يلازم الدفاتر والمقابر فقيل له في ذلك قال لم أر أسلم من الوحدة ولا أوعظ من قبر ولا أمتع من دفتر.

  وقال الحسن مرة إني أريد الحج فجاء إلي ثابت البناني وقال بلغني أنك تريد الحج فأحببت أن نصطحب فقال الحسن دعنا نتعاشر بستر الله إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا من بعض ما نتماقت عليه.

  وقال بعض الصالحين كان الناس ورقا لا شوك فيه فالناس اليوم شوك لا ورق فيه.

  وقال سفيان بن عيينة قال لي سفيان الثوري في اليقظة في حياته وفي المنام بعد