شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

179 - ومن خطبة له #

صفحة 58 - الجزء 10

١٧٩ - ومن خطبة له #

  لاَ يَشْغَلُهُ شَأْنٌ وَلاَ يُغَيِّرُهُ زَمَانٌ وَلاَ يَحْوِيهِ مَكَانٌ وَلاَ يَصِفُهُ لِسَانٌ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ عَدَدُ قَطْرِ اَلْمَاءِ وَلاَ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ وَلاَ سَوَافِي اَلرِّيحِ فِي اَلْهَوَاءِ وَلاَ دَبِيبُ اَلنَّمْلِ عَلَى اَلصَّفَا وَلاَ مَقِيلُ اَلذَّرِّ فِي اَللَّيْلَةِ اَلظَّلْمَاءِ يَعْلَمُ مَسَاقِطَ اَلْأَوْرَاقِ وَخَفِيِّ طَرْفِ اَلْأَحْدَاقِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ غَيْرَ مَعْدُولٍ بِهِ وَلاَ مَشْكُوكٍ فِيهِ وَلاَ مَكْفُورٍ دِينُهُ وَلاَ مَجْحُودٍ تَكْوِينُهُ شَهَادَةَ مَنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ وَصَفَتْ دِخْلَتُهُ وَخَلَصَ يَقِينُهُ وَثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَلَمْجُتْبَىَ مِنْ خَلاَئِقِهِ وَاَلْمُعْتَامُ لِشَرْحِ حَقَائِقِهِ وَاَلْمُخْتَصُّ بِعَقَائِلِ كَرَامَاتِهِ وَاَلْمُصْطَفَى لِكَرَائِمِ رِسَالاَتِهِ وَاَلْمُوَضَّحَةُ بِهِ أَشْرَاطُ اَلْهُدَى وَاَلْمَجْلُوُّ بِهِ غِرْبِيبُ اَلْعَمَى لا يشغله أمر لأن الحي الذي تشغله الأشياء هو الحي العالم بالبعض دون البعض والقادر على البعض دون البعض فأما من لا يغيب عنه شيء أصلا ولا يعجز عن شيء أصلا ولا يمنعه من إيجاد مقدوره إذا أراد مانع أصلا فكيف يشغله شأن.

  وكذلك لا يغيره زمان لأنه واجب الوجود ولا يحويه مكان لأنه ليس بجسم