179 - ومن خطبة له #
  وتقديره مختير مثل مخترع وعلى كلا التقديرين لا بد من انقلاب الياء ألفا واللفظ واحد ولكن يقدر على الألف كسرة للفاعل وفتحة للمفعول وكذلك القول في معتام ومضطر ونحوهما.
  وحكي أن بعض المتكلمين من المجبرة قال أسمي العبد مضطرا إلى الفعل إذا فعله ولا أسمي الله تعالى مضطرا إليه.
  قيل فكيف تقول قال مضطر بكسر الطاء فضحك أهل المجلس منه.
  والعقائل جمع عقيلة وهي كريمة كل شيء من الناس والإبل وغير ذلك ويقال للذرة عقيلة البحر.
  وأشراط الهدى علاماته ومنه أشراط الساعة قال تعالى {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}[محمد: ١٨].
  و الغربيب الأسود الشديد السواد ويجلى به غربيب العمى تكشف به ظلم الضلال وتستنير بهدايته وقوله تعالى {وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧}[فاطر: ٢٧] ليس على أن الصفة قد تقدمت على الموصوف بل يجعل السود بدلا من الغرابيب.
  فإن قلت الهاء في حقائقه إلى ما ذا ترجع.
  قلت إلى البارئ سبحانه وحقائقه حقائق توحيده وعدله فالمضاف محذوف ومعنى حقائق توحيده الأمور المحققة اليقينية التي لا تعتريها الشكوك ولا تتخالجها الشبه وهي أدلة أصحابنا المعتزلة التي استنبطوها بعقولهم بعد أن دلهم إليها ونبههم على طرق استنباطها رسول الله ÷ بواسطة أمير المؤمنين # لأنه إمام المتكلمين الذي لم يعرف علم الكلام من أحد قبله