شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

22 - ومن خطبة له #

صفحة 304 - الجزء 1

  يروى ذمر بالتخفيف وذمر بالتشديد وأصله الحض والحث والتشديد دليل على التكثير.

  واستجلب جلبه الجلب بفتح اللام ما يجلب كما يقال جمع جمعه ويروى جلبه وجلبه، وهما بمعنى، وهو السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه، أي: جمع قوما كالجهام الذي لا نفع فيه وروي ليعود الجور إلى قطابه والقطاب مزاج الخمر بالماء، أي: ليعود الجور ممتزجا بالعدل كما كان، ويجوز أن يعني بالقطاب قطاب الجيب، وهو مدخل الرأس فيه، أي: ليعود الجور إلى لباسه وثوبه.

  وقال الراوندي قطابه أصله وليس ذلك بمعروف في اللغة.

  وروي الباطل بالنصب على أن يكون يرجع متعديا تقول رجعت زيدا إلى كذا والمعنى ويرد الجور الباطل إلى أوطانه.

  وقال الراوندي: يعود أيضا مثل يرجع، يكون لازما ومتعديا، وأجاز نصب الجور به وهذا غير صحيح؛ لأن عاد لم يأت متعديا وإنما يعدى بالهمزة.

  والنصف الذي ينصف.

  وقال الراوندي: النصف النصفة، والمعنى لا يحتمله؛ لأنه لا معنى لقوله: ولا جعلوا بيني وبينهم إنصافا بل المعنى لم يجعلوا ذا انصاف بيني وبينهم.

  يرتضعون أما قد فطمت يقول يطلبون الشيء بعد فواته؛ لأن الأم إذا فطمت ولدها فقد انقضى إرضاعها.

  وقوله: يا خيبة الداعي هاهنا كالنداء في قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}⁣[يس: ٣٠] وقوله: {يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا}⁣[الأنعام: ٣١]، أي: يا خيبة احضري فهذا أوانك.