شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

181 - ومن كلام له # في ذم أصحابه

صفحة 67 - الجزء 10

١٨١ - ومن كلام له # في ذم أصحابه

  أَحْمَدُ اَللَّهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرٍ وَقَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ وَعَلَى اِبْتِلاَئِي بِكُمْ أَيَّتُهَا اَلْفِرْقَةُ اَلَّتِي إِذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ وَإِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ إِنْ أُهْمِلْتُمْ أُمْهِلْتُمْ خُضْتُمْ وَإِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ وَإِنِ اِجْتَمَعَ اَلنَّاسُ عَلَى إِمَامٍ طَعَنْتُمْ وَإِنْ أُجِئْتُمْ إِلَى مُشَاقَّةٍ نَكَصْتُمْ.

  لاَ أَبَا لِغَيْرِكُمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَاَلْجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ اَلْمَوْتَ أَوِ اَلذُّلَّ لَكُمْ فَوَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَ يَومِي وَلَيَأْتِيَنِّي لَيُفَرِّقَنَّ بَيْنِي وَبَيْنِكُمْ وَأَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ وَبِكُمْ غَيْرُ كَثِيرٍ لِلَّهِ أَنْتُمْ أَ مَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلاَ حَمِيَّةٌ تَشْحَذُكُمْ أَ وَلَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو اَلْجُفَاةَ اَلطَّغَامَ فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ وَلاَ عَطَاءٍ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ اَلْإِسْلاَمِ وَبَقِيَّةُ اَلنَّاسِ إِلَى اَلْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ اَلْعَطَاءِ فَتَتَفَرَّقُونَ فَتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَتَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي رِضًا رِضًى فَتَرْضَوْنَهُ وَلاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ وَإِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ اَلْمَوْتُ قَدْ دَارَسْتُكُمُ اَلْكِتَابَ وَفَاتَحْتُكُمُ اَلْحِجَاجَ وَعَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ وَسَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ لَوْ كَانَ اَلْأَعْمَى يَلْحَظُ أَوِ اَلنَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ