شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

181 - ومن كلام له # في ذم أصحابه

صفحة 68 - الجزء 10

  وَ أَقْرِبْ بِقَوْمٍ مِنَ اَلْجَهْلِ بِاللَّهِ قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةُ وَمُؤَدِّبُهُمُ اِبْنُ اَلنَّابِغَةِ قضى وقدر في هذا الموضع واحد.

  ويروى على ما ابتلاني.

  وأهملتم خليتم وتركتم ويروى أمهلتم أي أخرتم.

  وخرتم ضعفتم والخور الضعف رجل خوار ورمح خوار وأرض خوارة والجمع خور ويجوز أن يكون خرتم أي صحتم كما يخور الثور ومنه قوله تعالى {عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ}⁣[الأعراف: ١٤٨] ويروى جرتم أي عدلتم عن الحرب فرارا.

  وأجئتم ألجئتم قال تعالى {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ}⁣[مريم: ٢٣].

  و المشاقة المقاطعة والمصارمة.

  ونكصتم أحجمتم قال تعالى {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}⁣[الأنفال: ٤٨] أي رجع محجما أي دعيتم إلى كشف القناع مع العدو وجبنتم وهبتموه.

  قوله لا أبا لغيركم الأفصح لا أب بحذف الألف كما قال الشاعر:

  أبي الإسلام لا أب لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم

  وأما قولهم لا أبا لك بإثباته فدون الأول في الفصاحة كأنهم قصدوا الإضافة وأقحموا اللام مزيدة مؤكدة كما قالوا يا تيم تيم عدي وهو غريب لأن حكم