شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

181 - ومن كلام له # في ذم أصحابه

صفحة 70 - الجزء 10

  والواو في قوله وأنا لصحبتكم واو الحال وكذلك الواو في قوله وبكم غير كثير وقوله غير كثير لفظ فصيح وقال الشاعر:

  لي خمسون صديقا ... بين قاض وأمير

  لبسوا الوفر فلم ... أخلع بهم ثوب النفير

  لكثير هم ولكني ... بهم غير كثير

  قوله لله أنتم لله في موضع رفع لأنه خبر عن المبتدإ الذي هو أنتم ومثله لله در فلان ولله بلاد فلان ولله أبوك واللام هاهنا فيها معنى التعجب والمراد بقوله لله أنتم لله سعيكم أو لله عملكم كما قالوا لله درك أي عملك فحذف المضاف وأقيم الضمير المنفصل المضاف إليه مقامه.

  فإن قلت أفجاءت هذه اللام بمعنى التعجب في غير لفظ لله قلت لا كما أن تاء القسم لم تأت إلا في اسم الله تعالى.

  قوله # أما دين يجمعكم ارتفاع دين على أنه فاعل فعل مقدر له أي أما يجمعكم دين يجمعكم اللفظ الثاني مفسر للأول كما قدرناه بعد إذا في قوله سبحانه {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}⁣[الانشقاق: ١] ويجوز أن يكون حمية مبتدأ والخبر محذوف تقديره أما لكم حمية والحمية الأنفة.

  وشحذت النصل أحددته.

  فإن قلت كيف قال إن معاوية لم يكن يعطي جنده وإنه هو # كان يعطيهم والمشهور أن معاوية كان يمد أصحابه بالأموال والرغائب قلت إن معاوية لم يكن يعطي جنده على وجه المعونة والعطاء وإنما كان يعطي رؤساء القبائل من اليمن وساكني الشام الأموال الجليلة يستعبدهم بها ويدعو أولئك