181 - ومن كلام له # في ذم أصحابه
  الرؤساء أتباعهم من العرب فيطيعونهم فمنهم من يطيعهم حمية ومنهم من يطيعهم لأياد وعوارف من أولئك الرؤساء عندهم ومنهم من يطيعهم دينا زعموا للطلب بدم عثمان ولم يكن يصل إلى هؤلاء الأتباع من أموال معاوية قليل ولا كثير.
  وأما أمير المؤمنين # فإنه كان يقسم بين الرؤساء والأتباع على وجه العطاء والرزق ولا يرى لشريف على مشروف فضلا فكان من يقعد عنه بهذا الطريق أكثر ممن ينصره ويقوم بأمره وذلك لأن الرؤساء من أصحابه كانوا يجدون في أنفسهم من ذلك أعني المساواة بينهم وبين الأتباع فيخذلونه # باطنا وإن أظهروا له النصر وإذا أحس أتباعهم بتخاذلهم وتواكلهم تخاذلوا أيضا وتواكلوا أيضا ولم يجد عليه ÷ ما أعطى الأتباع من الرزق لأن انتصار الأتباع له وقتالهم دونه لا يتصور وقوعه والرؤساء متخاذلون فكان يذهب ما يرزقهم ضياعا.
  فإن قلت فأي فرق بين المعونة والعطاء.
  قلت المعونة إلى الجند شيء يسير من المال برسم ترميم أسلحتهم وإصلاح دوابهم ويكون ذلك خارجا عن العطاء المفروض شهرا فشهرا والعطاء المفروض شهرا فشهرا يكون شيئا له مقدار يصرف في أثمان الأقوات ومئونة العيال وقضاء الديون.
  والتريكة بيضة النعام تتركها في مجثمها يقول أنتم خلف الإسلام وبقيته كالبيضة التي تتركها النعامة.
  فإن قلت ما معنى قوله لا يخرج إليكم من أمري رضا فترضونه ولا سخط فتجتمعون عليه قلت معناه أنكم لا تقبلون مما أقول لكم شيئا سواء كان مما يرضيكم أو مما يسخطكم بل لا بد لكم من المخالفة والافتراق عنه