شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب جعدة بن هبيرة

صفحة 78 - الجزء 10

  وروى أهل الحديث أن أم هانئ كانت يوم الفتح في بيتها فدخل عليها هبيرة بن أبي وهب بعلها ورجل من بني عمه هاربين من علي # وهو يتبعهما وبيده السيف فقامت أم هانئ في وجهه دونهما وقالت ما تريده منهما ولم تكن رأته من ثماني سنين فدفع في صدرها فلم تزل عن موضعها وقالت أتدخل يا علي بيتي وتهتك حرمتي وتقتل بعلي ولا تستحيي مني بعد ثماني سنين فقال إن رسول الله ÷ أهدر دمهما فلا بد أن أقتلهما فقبضت على يده التي فيها السيف فدخلا بيتا ثم خرجا منه إلى غيره ففاتاه

  وجاءت أم هانئ إلى رسول الله ÷ فوجدته يغتسل من جفنة فيها أثر العجين وفاطمة ابنته تستره بثوبها فوقفت حتى أخذ ثوبه فتوشح به ثم صلى ثماني ركعات من الضحى ثم انصرف فقال مرحبا وأهلا بأم هانئ ما جاء بك فأخبرته خبر بعلها وابن عمه ودخول علي # بيتها بالسيف فجاء علي # ورسول الله ÷ يضحك فقال له ما صنعت بأم هانئ فقال سلها يا رسول الله ما صنعت بي والذي بعثك بالحق لقد قبضت على يدي وفيها السيف فما استطعت أن أخلصها إلا بعد لأي وفاتني الرجلان فقال ÷ لو ولد أبو طالب الناس كلهم لكانوا شجعانا قد أجرنا من أجارت أم هانئ وأمنا من أمنت فلا سبيل لك عليهما.

  فأما هبيرة فلم يرجع وأما الرجل الآخر فرجع فلم يعرض له.

  قالوا وأقام هبيرة بن أبي وهب بنجران حتى مات بها كافرا وروى له محمد بن إسحاق في كتاب المغازي شعرا أوله:

  أشاقتك هند أم أتاك سؤالها ... كذاك النوى أسبابها وانفتالها

  يذكر فيه أم هانئ وإسلامها وأنه مهاجر لها إذ صبت إلى الإسلام ومن جملته