شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب جعدة بن هبيرة

صفحة 80 - الجزء 10

  ديار علي والحسين وجعفر ... وحمزة والسجاد ذي الثفنات

  ومصائر الأمور جمع مصير وهو مصدر صار إلى كذا ومعناه المرجع قال تعالى {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ٢٨}⁣[آل عمران: ٢٨] فأما المصدر من صار الشيء كذا فمصير وصيرورة والقياس في مصدر صار إليه أي رجع مصارا كمعاش وإنما جمع المصدر هاهنا لأن الخلائق يرجعون إلى الله تعالى في أحوال مختلفة في الدنيا وفي الدار الآخرة فجمع المصدر وإن كان يقع بلفظه على القليل والكثير لاختلاف وجوهه كقوله تعالى {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ١٠}⁣[الأحزاب: ١٠].

  و عواقب الأمر جمع عاقبة وهي آخر الشي ء.

  ثم قسم الحمد فجعله على ثلاثة أقسام أحدها الحمد على عظيم إحسانه وهو أصول نعمه تعالى كالحياة والقدرة والشهوة وغيرها مما لا يدخل جنسه تحت مقدور القادر.

  وثانيها الحمد على نير برهانه وهو ما نصبه في العقول من العلوم البديهية المفضية إلى العلوم النظرية بتوحيده وعدله.

  وثالثها الحمد على أرزاقه النامية أي الزائدة وما يجري مجراها من إطالة الأعمار وكثرة الأرزاق وسائر ضروب الإحسان الداخلة في هذا القسم.

  ثم بالغ في الحمد حمدا يكون لحقه قضاء ولشكره أداء وذلك لأن الحمد والشكر ولو بلغ