شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب عاد وثمود

صفحة 101 - الجزء 10

  وقال أتريدون إماما غيري يوقفكم على الطريق التي تطلبونها حتى تطئوها وتسلكوها.

  ثم ذكر أنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلا وهو الهدى والرشاد فإنه كان في أيام رسول الله ÷ وخلفائه مقبلا ثم أدبر عند استيلاء معاوية وأتباعه وأقبل منها ما كان مدبرا وهو الضلال والفساد ومعاوية عند أصحابنا مطعون في دينه منسوب إلى الإلحاد قد طعن فيه ÷ وروى فيه شيخنا أبو عبد الله البصري في كتاب نقض السفيانية على الجاحظ وروى عنه أخبارا كثيرة تدل على ذلك وقد ذكرناها في كتابنا في مناقضة السفيانية.

  وروى أحمد بن أبي طاهر في كتاب أخبار الملوك أن معاوية سمع المؤذن يقول أشهد أن لا إله إلا الله فقالها ثلاثا فقال أشهد أن محمدا رسول الله فقال لله أبوك يا ابن عبد الله لقد كنت عالي الهمة ما رضيت لنفسك إلا أن يقرن اسمك باسم رب العالمين.

  قوله # وأزمع الترحال أي ثبت عزمهم عليه يقال أزمعت الأمر ولا يقال أزمعت على الأمر هكذا يقول الكسائي وأجازه الخليل والفراء.

  ثم قال # إنه لم يضر إخواننا القتلى بصفين كونهم اليوم ليسوا بأحياء حياتنا المشوبة بالنغص والغصص.

  ويقال ماء رنق بالتسكين أي كدر رنق الماء بالكسر يرنق رنقا فهو رنق وأرنقته أي كدرته وعيش رنق بالكسر أي كدر.

  ثم أقسم أنهم لقوا الله فوفاهم أجورهم وهذا يدل على ما يذهب إليه جمهور أصحابنا من نعيم القبر وعذابه.

  ثم قال # أين إخواني ثم عددهم فقال أين عمار