شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمار بن ياسر ونسبه ونبذ من أخباره

صفحة 103 - الجزء 10

  وهاجر إلى أرض الحبشة وصلى إلى القبلتين وهو من المهاجرين الأولين ثم شهد بدرا والمشاهد كلها وأبلى بلاء حسنا ثم شهد اليمامة فأبلى فيها أيضا يومئذ وقطعت أذنه.

  قال أبو عمر وقد روى الواقدي عن عبد الله بن نافع عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف عليها يصيح يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون أنا عمار بن ياسر هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال.

  قال أبو عمر وكان عمار آدم طوالا مضطربا أشهل العينين بعيد ما بين المنكبين لا يغير شيبة.

  قال وبلغنا أن عمارا قال كنت تربا لرسول الله ÷ في سنه لم يكن أحد أقرب إليه مني سنا.

  وقال ابن عباس في قوله تعالى {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}⁣[الأنعام: ١٢٢] إنه عمار بن ياسر {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}⁣[الأنعام: ١٢٢] إنه أبو جهل بن هشام

  قال وقال رسول الله ÷ إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه ويروى إلى أخمص قدميه وروى أبو عمر عن عائشة أنها قالت ما من أحد من أصحاب رسول الله ÷