184 - من خطبة له #
  لأن النطق حركة الأداة بالكلام والكلام يستحيل أن يكون ذا أداة ينطق بالكلام بها وهو من حيث يتضمن الإخبار والأمر والنهي والنداء وغير ذلك من أقسام الكلام كالناطق لأن الفهم يقع عنده وهذا من باب المجاز كما تقول هذه الربوع الناطقة وأخبرتني الديار بعد رحيلهم بكذا.
  ثم وصفه بأنه حجة الله على خلقه لأنه المعجزة الأصلية.
  أخذ سبحانه على الخلائق ميثاقه وارتهن عليه أنفسهم لما كان سبحانه قد قرر في عقول المكلفين أدلة التوحيد والعدل ومن جملة مسائل العدل النبوة ويثبت نبوة محمد ÷ عقلا كان سبحانه بذلك كالآخذ ميثاق المكلفين بتصديق دعوته وقبول القرآن الذي جاء وجعل به نفسهم رهنا على الوفاء بذلك فمن خالف خسر نفسه وهلك هلاك الأبد.
  هذا تفسير المحققين ومن الناس من يقول المراد بذلك قصة الذرية قبل خلق آدم # كما ورد في الأخبار وكما فسر قوم عليه الآية.
  ثم ذكر # أن الله تعالى قبض رسوله ÷ وقد فرغ إلى الخلق بالقرآن من الإكمال والإتمام كقوله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}[المائدة: ٣] وإذا كان قد أكمله لم يبق فيه نقص ينتظر إتمامه.
  قال فعظموا من الله ما عظم من نفسه لأنه سبحانه وصف نفسه بالعظمة والجلال في أكثر القرآن فالواجب علينا أن نعظمه على حسب ما عظم نفسه سبحانه.
  ثم علل وجوب تعظيمه وحسن أمره لنا بتعظيمه سبحانه بكونه لم يخف عنا شيئا من أمر ديننا وذلك لأن الشرعيات مصالح المكلفين وإذا فعل الحكيم سبحانه بنا