184 - من خطبة له #
  قال وإنما تسيرون في أثر بين أي إن الأدلة واضحة وليس مراده الأمر بالتقليد وكذلك قوله وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم يعني كلمة التوحيد لا إله إلا الله قد قالها الموحدون من قبل هذه الملة لا تقليدا بل بالنظر والدليل فقولوها أنتم كذلك.
  ثم ذكر أنه سبحانه قد كفى الخلق مئونة دنياهم قال الحسن البصري إن الله تعالى كفانا مئونة دنيانا وحثنا على القيام بوظائف ديننا فليته كفانا مئونة ديننا وحثنا على القيام بوظائف دنيانا.
  قوله وافترض من ألسنتكم الذكر افترض عليكم أن تذكروه وتشكروه بألسنتكم ومن متعلقة بمحذوف دل عليه المصدر المتأخر تقديره وافترض عليكم الذكر من ألسنتكم الذكر.
  ثم ذكر أن التقوى المفترضة هي رضا الله وحاجته من خلقه لفظة حاجته مجاز لأن الله تعالى غني غير محتاج ولكنه لما بالغ في الحث والحض عليها وتوعد على تركها جعله كالمحتاج إلى الشيء ووجه المشاركة أن المحتاج يحث ويحض على حاجته وكذلك الآمر المكلف إذا أكد الأمر.
  قوله أنتم بعينه أي يعلم أحوالكم ونواصيكم بيده الناصية مقدم شعر الرأس أي هو قادر عليكم قاهر لكم متمكن من التصرف فيكم كالإنسان القابض على ناصية غيره.
  وتقلبكم في قبضته أي تصرفكم تحت حكمه لو شاء أن يمنعكم منعكم فهو كالشيء في قبضة الإنسان إن شاء استدام القبض عليه وإن شاء تركه.
  ثم قال إن أسررتم أمرا علمه وإن أظهرتموه كتبه ليس على أن الكتابة غير العلم بل هما شيء واحد ولكن اللفظ مختلف.