شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ وأقاويل في التقوى

صفحة 123 - الجزء 10

  أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ وَأَضْمِرُوا بُطُونَكُمْ وَاِسْتَعْمِلُوا أَقْدَامَكُمْ وَأَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ وَخُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ فَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا فَقَدْ قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧}⁣[محمد: ٧] وَقَالَ تَعَالَى {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١}⁣[الحديد: ١١] فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ اِسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضِ وَهُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ وَاِسْتَقْرَضَكُمْ وَلَهُ خَزَائِنُ اَلسَّمَاوَاتِ وَاَلْأَرْضِ وَهُوَ اَلْغَنِيُّ اَلْحَمِيدُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً فَبَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ تَكُونُوا مَعَ جِيرَانِ اَللَّهِ فِي دَارِهِ رَافَقَ بِهِمْ رُسُلَهُ وَأَزَارَهُمْ مَلاَئِكَتَهُ وَأَكْرَمَ أَسْمَاعَهُمْ أَنْ تَسْمَعَ حَسِيسَ نَارٍ أَبَداً وَصَانَ أَجْسَادَهُمْ أَنْ تَلْقَى لُغُوباً وَنَصَباً {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢١}⁣[الحديد: ٢١] أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَاَللَّهُ اَلْمُسْتَعَانُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْفُسِكُمْ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ اَلْوَكِيلُ الرمضاء الأرض الشديدة الحرارة والرمض بالتحريك شدة وقع الشمس على الرمل وغيره وقد رمض يومنا بالكسر يرمض رمضا اشتد حره وأرض رمضة الحجارة ورمضت قدمه من الرمضاء احترقت.