شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في فضل الصمت والاقتصاد في المنطق

صفحة 137 - الجزء 10

  اللسان تقول أي بني آدم اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.

  وقد روي أن عمر رأى أبا بكر وهو يمد لسانه فقال ما تصنع قال هذا الذي أوردني الموارد

  إن رسول الله ÷ قال ليس شيء في الجسد إلا يشكو إلى الله تعالى اللسان على حدته وسمع ابن مسعود يلبي على الصفا ويقول يا لسان قل خيرا تغنم أو اصمت تسلم من قبل أن تندم فقيل له يا أبا عبد الرحمن أهذا شيء سمعته أم تقوله من تلقاء نفسك قال بل سمعت رسول الله ÷ يقول أكثر خطايا ابن آدم من لسانه وروى الحسن مرفوعا رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم وقالت التلامذة لعيسى # دلنا على عمل ندخل به الجنة قال لا تنطقوا أبدا قالوا لا نستطيع ذلك قال فلا تنطقوا إلا بخير وقال النبي ÷ إن الله عند لسان كل قائل فاتقى الله امرؤ علم ما يقول وكان يقول لا شيء أحق بطول سجن من لسان وكان يقال لسانك سبع إن أطلقته أكلك.

  في حكمة آل داود حقيق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شانه.

  وكان يقال من علم أن كلامه من عمله أقل كلامه فيما لا ينفعه.

  وقال محمد بن واسع حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم.