شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذم الحاسد والحسد

صفحة 315 - الجزء 1

  زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}⁣[الكهف: ٤٦] ومن قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ٢٠}⁣[الشورى: ٢٠].

  قال: وقد يجمعهما الله لأقوام فإنه تعالى قد يرزق الرجل الصالح مالا وبنين فتجمع له الدنيا والآخرة.

  ثم قال فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه وذلك لأنه تعالى قال: {فَاتَّقُونِ ٤١}⁣[البقرة: ٤١] وقال: {فَارْهَبُونِ ٤٠}⁣[البقرة: ٤٠] وقال: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}⁣[المائدة: ٤٤] وغير ذلك من آيات التحذير.

  ثم قال ولتكن التقوى منكم أقصى نهايات جهدكم لا ذات تقصيركم فإن العمل القاصر قاصر الثواب قاصر المنزلة.

فصل في ذم الحاسد والحسد

  واعلم أن مصدر هذا الكلام النهي عن الحسد، وهو من أقبح الأخلاق المذمومة وروى ابن مسعود عن النبي ÷ ألا لا تعادوا نعم الله.

  قيل: يا رسول الله، ومن الذي يعادي نعم الله؟ قال: (الذين يحسدون الناس).

  وكان ابن عمر يقول تعوذوا بالله من قدر وافق إرادة حسود.