شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر خبر موت الرسول #

صفحة 184 - الجزء 10

  أو يصرف عنه شرا إلا العمل ألا لا يدعين مدع ولا يتمنين متمن والذي بعثني بالحق لا ينجي إلا عمل مع رحمة ولو عصيت لهويت اللهم قد بلغت.

  ثم نزل فصلى بالناس صلاة خفيفة ثم دخل بيت أم سلمة ثم انتقل إلى بيت عائشة يعلله النساء والرجال أما النساء فأزواجه وبنته # وأما الرجال فعلي # والعباس والحسن والحسين # وكانا غلامين يومئذ وكان الفضل بن العباس يدخل أحيانا إليهم ثم حدث الاختلاف بين المسلمين أيام مرضه فأول ذلك التنازع الواقع يوم قال ÷ ائتوني بدواة وقرطاس وتلا ذلك حديث التخلف عن جيش أسامة وقول عياش بن أبي ربيعة أيولى هذا الغلام على جلة المهاجرين والأنصار.

  ثم اشتد به المرض وكان عند خفة مرضه يصلي بالناس بنفسه فلما اشتد به المرض أمر أبا بكر أن يصلي بالناس.

  وقد اختلف في صلاته بهم فالشيعة تزعم أنه لم يصل بهم إلا صلاة واحدة وهي الصلاة التي خرج رسول الله ÷ فيها يتهادى بين علي # والفضل فقام في المحراب مقامه وتأخر أبو بكر.

  والصحيح عندي وهو الأكثر الأشهر أنها لم تكن آخر صلاة في حياته ÷ بالناس جماعة وأن أبا بكر صلى بالناس بعد ذلك يومين ثم مات ÷ فمن قائل يقول إنه توفي لليلتين بقيتا من صفر وهو القول الذي تقوله الشيعة والأكثرون أنه توفي في شهر ربيع الأول بعد مضي أيام منه.

  وقد اختلفت الرواية في موته فأنكر عمر ذلك وقال إنه لم يمت وإنه غاب وسيعود فثناه أبو بكر عن هذا القول وتلا عليه الآيات المتضمنة أنه سيموت فرجع إلى قوله.