اختلاف الأقوال في عمر الدنيا
اختلاف الأقوال في عمر الدنيا
  قوله # حين دنا من الدنيا الانقطاع أي أزفت الآخرة وقرب وقتها وقد اختلف الناس في ذلك اختلافا شديدا فذهب قوم إلى أن عمر الدنيا خمسون ألف سنة قد ذهب بعضها وبقي بعضها.
  واختلفوا في مقدار الذاهب والباقي واحتجوا لقولهم بقوله تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤}[المعارج: ٤] قالوا اليوم هو إشارة إلى الدنيا وفيها يكون عروج الملائكة والروح إليه واختلافهم بالأمر من عنده إلى خلقه وإلى رسله قالوا وليس قول بعض المفسرين أنه عنى يوم القيامة بمستحسن لأن يوم القيامة لا يكون للملائكة والروح عروج إليه سبحانه لانقطاع التكليف ولأن المؤمنين إما أن يطول عليهم ذلك اليوم بمقدار خمسين ألف سنة أو يكون هذا مختصا بالكافرين فقط ويكون قصيرا على المؤمنين والأول باطل لأنه أشد من عذاب جهنم ولا يجوز أن يلقى المؤمن هذه المشقة والثاني باطل لأنه لا يجوز أن يكون الزمان الواحد طويلا قصيرا بالنسبة إلى شخصين اللهم إلا أن يكون أحدهما نائما أو ممنوا بعلة تجري مجرى النوم فلا يحس بالحركة ومعلوم أن حال المؤمنين بعد بعثهم ليست هذه الحال.
  قالوا وليست هذه الآية مناقضة للآية الأخرى وهي قوله تعالى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥}[السجدة: ٥] وذلك لأن سياق الكلام يدل على أنه أراد به الدنيا وذلك لأنه قد ورد في الخبر أن