اختلاف الأقوال في عمر الدنيا
  ويقولون إننا في السابع والحق أنه لا يعلم أحد هذا إلا الله تعالى وحده كما قال سبحانه {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ٤٢ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ٤٣ إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا ٤٤}[النازعات: ٤٢ - ٤٤] وقال {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ}[الأعراف: ١٨٧].
  و نقول مع ذلك كما ورد به الكتاب العزيز {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١] و {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}[الأنبياء: ١] و {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}[النحل: ١].
  و لا نعلم كمية الماضي ولا كمية الباقي ولكنا نقول كما أمرنا ونسمع ونطيع كما أدبنا ومن الممكن أن يكون ما بقي قريبا عند الله وغير قريب عندنا كما قال سبحانه {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ٧}[المعارج: ٦ - ٧].
  و بالجملة هذا موضع غامض يجب السكوت عنه.
  قوله # وقامت بأهلها على ساق الضمير للدنيا والساق الشدة أي انكشفت عن شدة عظيمة.
  وقوله تعالى {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩}[القيامة: ٢٩] أي التفت آخر شدة الدنيا بأول شدة الآخرة.
  والمهاد الفراش وأزف منها قياد أي قرب انقيادها إلى التقضي والزوال.
  وأشراط الساعة علاماتها وإضافتها إلى الدنيا لأنها في الدنيا تحدث وإن كانت علامات للأخرى والعفاء الدروس.