شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

192 - ومن كلام له # كان يوصي به أصحابه

صفحة 202 - الجزء 10

١٩٢ - ومن كلام له # كان يوصي به أصحابه

  تَعَاهَدُوا أَمْرَ اَلصَّلاَةِ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاِسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَتَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً أَ لاَ تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ اَلنَّارِ حِينَ سُئِلُوا {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣}⁣[المدثر: ٤٢ - ٤٣] وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ اَلذُّنُوبَ حَتَّ اَلْوَرَقِ وَتُطْلِقُهَا إِطْلاَقَ اَلرِّبَقِ وَشَبَّهَهَا رَسُولُ اَللَّهِ ÷ بِالْحَمَّةِ تَكُونُ عَلَى بَابِ اَلرَّجُلِ فَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي اَلْيَوْمِ وَاَللَّيْلَةِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ اَلدَّرَنِ وَقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ لاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ وَلاَ قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ وَلَدٍ وَلاَ مَالٍ يَقُولُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ}⁣[النور: ٣٧] وَكَانَ رَسُولُ اَللَّهِ ÷ نَصِباً بِالصَّلاَةِ بَعْدَ اَلتَّبْشِيرِ لَهُ بِالْجَنَّةِ لِقَوْلِ اَللَّهِ سُبْحَانَهُ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}⁣[طه: ١٣٢] فَكَانَ يَأْمُرُ بِهَا أَهْلَهُ وَيُصْبِرُ يَصْبِرُ عَلَيْهَا نَفْسَهُ