شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الآثار الواردة في فضل الزكاة والتصدق

صفحة 208 - الجزء 10

  عن إخراج الزكاة مع التسخط لإخراجها والتلهف والتحسر على دفعها إلى أربابها ويقول إن من يفعل ذلك يرجو بها نيل الثواب ضال مضيع لماله غير ظافر بما رجاه من المثوبة

ذكر الآثار الواردة في فضل الزكاة والتصدق

  وقد جاء في فضل الزكاة الواجبة وفضل صدقة التطوع الكثير جدا ولو لم يكن إلا أن الله تعالى قرنها بالصلاة في أكثر المواضع التي ذكر فيها الصلاة لكفى.

  وروى بريدة الأسلمي أن رسول الله ÷ قال ما حبس قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر.

  وجاء في الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونهما في سبيل الله ما جاء في الذكر الحكيم وهو قوله تعالى {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ}⁣[التوبة: ٣٥] الآية قال المفسرون إنفاقها في سبيل الله إخراج الزكاة منها.

  وروى الأحنف قال قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل خشن الجسد خشن الثياب فقام عليهم فقال بشر الكانزين برضف يحمى عليها في نار جهنم فتوضع على حلمة ثدي الرجل حتى تخرج من نغض كتفه ثم توضع على نغض كتفه حتى تخرج من حلمة ثديه فسألت عنه فقيل هذا أبو ذر الغفاري وكان يذكره ويرفعه.

  ابن عباس يرفعه من كان عنده ما يزكي فلم يزك وكان عنده ما يحج فلم يحج سأل الرجعة يعني قوله رَبِّ اِرْجِعُونِ.