شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

سياسة علي وجريها على سياسة الرسول #

صفحة 214 - الجزء 10

  الواحد من العلماء وإليه ذهب القاضي أبو يوسف | واحتج بقوله تعالى {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}⁣[النساء: ١٠٥].

  و السؤال أيضا ساقط على هذا المذهب لأن اجتهاد علي # لا يساوي اجتهاد النبي ÷ وبين الاجتهادين كما بين المنزلتين.

  وكان أبو جعفر بن أبي زيد الحسني نقيب البصرة | إذا حدثناه في هذا يقول إنه لا فرق عند من قرأ السيرتين سيرة النبي ÷ وسياسة أصحابه أيام حياته وبين سيرة أمير المؤمنين # وسياسة أصحابه أيام حياته فكما أن عليا # لم يزل أمره مضطربا معهم بالمخالفة والعصيان والهرب إلى أعدائه وكثرة الفتن والحروب فكذلك كان النبي ÷ لم يزل ممنوا بنفاق المنافقين وأذاهم وخلاف أصحابه عليه وهرب بعضهم إلى أعدائه وكثرة الحروب والفتن.

  وكان يقول ألست ترى القرآن العزيز مملوءا بذكر المنافقين والشكوى منهم والتألم من أذاهم له كما أن كلام علي # مملوء بالشكوى من منافقي أصحابه والتألم من أذاهم له والتوائهم عليه وذلك نحو قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٨}⁣[المجادلة: ٨].

  و قوله {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}⁣[المجادلة: ١٠] الآية.

  وقوله تعالى {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ