فصل في مدح الصبر وانتظار الفرج
  وقال سعيد بن حميد الكاتب:
  لا تعتبن على النوائب ... فالدهر يرغم كل عاتب
  واصبر على حدثانه ... إن الأمور لها عواقب
  كم نعمة مطوية ... لك بين أثناء النوائب
  ومسرة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب
  ومن كلامهم الصبر مر لا يتجرعه إلا حر.
  قال أعرابي: كن حلو الصبر عند مرارة النازلة.
  وقال كسرى لبزرجمهر ما علامة الظفر بالأمور المطلوبة المستصعبة، قال ملازمة الطلب والمحافظة على الصبر وكتمان السر.
  وقال الأحنف بن قيس: لست حليما إنما أنا صبور فأفادني الصبر صفتي بالحلم.
  وسئل علي # أي شيء أقرب إلى الكفر؟ قال: (ذو فاقة لا صبر له) ومن كلامه # الصبر يناضل الحدثان والجزع من أعوان الزمان وقال أعشى همدان:
  إن نلت لم أفرح بشيء نلته ... وإذا سبقت به فلا أتلهف
  ومتى تصبك من الحوادث نكبة ... فاصبر فكل غيابة تتكشف
  والأمر يذكر بالأمر، وهذا البيت هو الذي قاله له الحجاج يوم قتله ذكر ذلك أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري في الأمالي، قال: لما أتي الحجاج بأعشى همدان أسيرا وقد كان خرج مع ابن الأشعث.
  قال له: يا ابن اللخناء، أنت القائل لعدو الرحمن يعني عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث.