كلام أبي جعفر الحسني في الأسباب التي أوجبت محبة الناس لعلي
  فلت له مرة أفتقول أنهما من أهل الجنة فقال إي والله أعتقد ذلك لأنهما إما أن يعفو الله تعالى عنهما ابتداء أو بشفاعة الرسول ÷ أو بشفاعة علي # أو يؤاخذهما بعقاب أو عتاب ثم ينقلهما إلى الجنة لا أستريب في ذلك أصلا ولا أشك في إيمانهما برسول الله ÷ وصحة عقيدتهما.
  فقلت له فعثمان قال وكذلك عثمان ثم قال رحم الله عثمان وهل كان إلا واحدا منا وغصنا من شجرة عبد مناف ولكن أهله كدروه علينا وأوقعوا العداوة والبغضاء بينه وبيننا.
  قلت له فيلزمك على ما تراه في أمر هؤلاء أن تجوز دخول معاوية الجنة لأنه لم تكن منه إلا المخالفة وترك امتثال أمر النبوي.
  فقال كلا إن معاوية من أهل النار لا لمخالفته عليا ولا بمحاربته إياه ولكن عقيدته لم تكن صحيحة ولا إيمانه حقا وكان من رءوس المنافقين هو وأبوه ولم يسلم قلبه قط وإنما أسلم لسانه وكان يذكر من حديث معاوية ومن فلتات قوله وما حفظ عنه من كلام يقتضي فساد العقيدة شيئا كثيرا ليس هذا موضعه فأذكره.
  وقال لي مرة حاش لله أن يثبت معاوية في جريدة الشيخين الفاضلين أبي بكر وعمر والله ما هما إلا كالذهب الإبريز ولا معاوية إلا كالدرهم الزائف أو قال كالدرهم القسي ثم قال لي فما يقول أصحابكم فيهما قلت أما الذي استقر عليه رأي المعتزلة بعد اختلاف كثير بين قدمائهم في التفضيل وغيره أن عليا # أفضل الجماعة وأنهم تركوا الأفضل لمصلحة رأوها وأنه لم يكن هناك نص يقطع العذر وإنما كانت إشارة وإيماء لا يتضمن شيء منها صريح النص وإن عليا # نازع ثم بايع