شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في مدح الصبر وانتظار الفرج

صفحة 323 - الجزء 1

  ومن كلام بعض الزهاد واصبر على عمل لا غناء بك عن ثوابه واصبر عن عمل لا صبر على عقابك به.

  وكتب ابن العميد أقرأ في الصبر سورا ولا أقرأ في الجزع آية وأحفظ في التماسك والتجلد قصائد ولا أحفظ في التهافت قافية.

  وقال الشاعر:

  ويوم كيوم البعث ما فيه حاكم ... ولا عاصم إلا قنا ودروع

  حبست به نفسي على موقف الردى ... حفاظا وأطراف الرماح شروع

  وما يستوي عند الملمات إن عرت ... صبور على مكروهها وجزوع

  أبو حية النميري:

  إني رأيت وفي الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر

  وقل من جد في أمر يحاوله ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

  ووصف الحسن البصري عليا # فقال كان لا يجهل وإن جهل عليه حلم ولا يظلم وإن ظلم غفر ولا يبخل وإن بخلت الدنيا عليه صبر.

  عبد العزيز بن زرارة الكلابي:

  قد عشت في الدهر أطوارا على طرق ... شتى فقاسيت منه الحلو والبشعا

  كلا بلوت فلا النعماء تبطرني ... ولا تخشعت من لأوائها جزعا

  لا يملأ الأمر صدري قبل موقعه ... ولا يضيق به صدري إذا وقعا

  ومن كلام بعضهم من تبصر تصبر الصبر يفسح الفرج، ويفتح المرتتج المحنة إذا تلقيت بالرضا والصبر، كانت نعمة دائمة والنعمة إذا خلت من الشكر كانت محنة لازمة.