شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في مدح الصبر وانتظار الفرج

صفحة 324 - الجزء 1

  قيل: لأبي مسلم صاحب الدولة بم أصبت ما أصبت؟ قال: ارتديت بالصبر، واتزرت بالكتمان، وحالفت الحزم، وخالفت الهوى ولم أجعل العدو صديقا ولا الصديق عدوا.

  منصور النمري في الرشيد:

  وليس لأعباء الأمور إذا عرت ... بمكترث لكن لهن صبور

  يرى ساكن الأطراف باسط وجهه ... يريك الهوينى والأمور تطير

  من كلام أمير المؤمنين # أوصيكم بخمس لو ضربتم إليهن آباط الإبل كانت لذلك أهلا لا يرجون أحدكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم ولا يستحيي إذا جهل أمرا أن يتعلمه وعليكم بالصبر، فإن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فكما لا خير في جسد لا رأس له لا خير في إيمان لا صبر معه، وعنه # لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان.

  نهشل بن حري:

  ويوم كأن المصطلين بحرة ... وإن لم يكن جمرا قيام على جمر

  صبرنا له حتى تجلى وإنما ... تفرج أيام الكريهة بالصبر

  علي # اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر، وحسن اليقين وعنه # وإن كنت جازعا على ما تفلت من يديك فاجزع على كل ما لم يصل إليك، وفي كتابه # الذي كتبه إلى عقيل أخيه، ولا تحسبن ابن أمك ولو أسلمه الناس متضرعا متخشعا ولا مقرا للضيم واهنا ولا سلس الزمام للقائد ولا وطيء الظهر للراكب ولكنه كما قال أخو بني سليم: