ما رواه أبو حيان في حديث السقيفة
  لجنحوا إليه وأصفقوا عليه وما كان الله ليجمعهم على العمى ولا ليضربهم بالصبا بعد الهدى ولو كان لرسول الله ÷ فيك رأي وعليك عزم ثم بعثه الله فرأى اجتماع أمته على أبي بكر لما سفه آراءهم ولا ضلل أحلامهم ولا آثرك عليهم ولا أرضاك بسخطهم ولأمرك باتباعهم والدخول معهم فيما ارتضوه لدينهم.
  فقال علي مهلا أبا حفص أرشدك الله خفض عليك ما بذلت ما بذلت وأنا أريد عنه حولا وإن أخسر الناس صفقة عند الله من استبطن النفاق واحتضن الشقاق وفي الله خلف عن كل فائت وعوض من كل ذاهب وسلوة عن كل حادث وعليه التوكل في جميع الحوادث ارجع أبا حفص إلى مجلسك ناقع القلب مبرود الغليل فصيح اللسان رحب الصدر متهلل الوجه فليس وراء ما سمعته مني إلا ما يشد الأزر ويحبط الوزر ويضع الإصر ويجمع الألفة ويرفع الكلفة إن شاء الله فانصرف عمر إلى مجلسه.
  قال أبو عبيدة فلم أسمع ولم أر كلاما ولا مجلسا كان أصعب من ذلك الكلام والمجلس.
  قلت الذي يغلب على ظني أن هذه المراسلات والمحاورات والكلام كله مصنوع موضوع وأنه من كلام أبي حيان التوحيدي لأنه بكلامه ومذهبه في الخطابة والبلاغة أشبه وقد حفظنا كلام عمر ورسائله وكلام أبي بكر وخطبه فلم نجدهما يذهبان هذا المذهب ولا يسلكان هذا السبيل في كلامهما وهذا كلام عليه أثر التوليد ليس يخفى وأين أبو بكر وعمر من البديع وصناعة المحدثين ومن تأمل كلام أبي حيان عرف أن