شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

198 - ومن كلام له # كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة

صفحة 8 - الجزء 11

  ثُمَّ قَالَ # رَحِمَ اَللَّهُ رَجُلاً رَأَى حَقّاً فَأَعَانَ عَلَيْهِ أَوْ رَأَى جَوْراً فَرَدَّهُ وَكَانَ عَوْناً بِالْحَقِّ عَلَى صَاحِبِهِ نقمت عليه بالفتح أنقم هذه اللغة الفصيحة وجاء نقمت بالكسر أنقم.

  وأرجأتما أخرتما أي نقمتما من أحوالي اليسير وتركتما الكثير الذي ليس لكما ولا لغيركما فيه مطعن فلم تذكراه فهلا اغتفرتما اليسير للكثير.

  وليس هذا اعترافا بأن ما نقماه موضع الطعن والعيب ولكنه على جهة الجدل والاحتجاج كما تقول لمن يطعن في بيت من شعر شاعر مشهور لقد ظلمته إذ تتعلق عليه بهذا البيت وتنسى ما له من المحاسن الكثيرة في غيره.

  ثم ذكر وجوه العتاب والاسترادة وهي أقسام إما أن يكون لهما حق يدفعهما عنه أو استأثر عليهما في قسم أو ضعف عن السياسة أو جهل حكما من أحكام الشريعة أو أخطأ بابه.

  فإن قلت أي فرق بين الأول والثاني قلت أما دفعهما عن حقهما فمنعهما عنه سواء صار إليه # أو إلى غيره أو لم يصر إلى أحد بل بقي بحاله في بيت المال.