198 - ومن كلام له # كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة
  وأما القسم الثاني فهو أن يأخذ حقهما لنفسه وبين القسمين فرق ظاهر والثاني أفحش من الأول.
  فإن قلت فأي فرق بين قوله أم جهلته أو أخطأت بابه.
  قلت جهل الحكم أن يكون الله تعالى قد حكم بحرمة شيء فأحله الإمام أو المفتي وكونه يخطئ بابه هو أن يصيب في الحكم ويخطئ في الاستدلال عليه.
  ثم أقسم أنه لم يكن له في الخلافة رغبة ولا إربة بكسر الهمزة وهي الحاجة وصدق # فهكذا نقل أصحاب التواريخ وأرباب علم السير كلهم وروى الطبري في التاريخ ورواه غيره أيضا إن الناس غشوه وتكاثروا عليه يطلبون مبايعته وهو يأبى ذلك ويقول دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان لا تثبت عليه العقول ولا تقوم له القلوب قالوا ننشدك الله ألا ترى الفتنة ألا ترى إلى ما حدث في الإسلام ألا تخاف الله فقال قد أجبتكم لما أرى منكم واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم بل أنا أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم إليه فقالوا ما نحن بمفارقيك حتى نبايعك قال إن كان لا بد من ذلك ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين وفي ملإ وجماعة فقام والناس حوله فدخل المسجد وانثال عليه المسلمون فبايعوه وفيهم طلحة والزبير.
  قلت قوله إن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا في المسجد بمحضر من جمهور الناس يشابه قوله بعد وفاة رسول الله ÷ للعباس لما سامه مد يده للبيعة إني أحب أن أصحر بها وأكره أن أبايع من وراء رتاج.