من أخبار طلحة والزبير
  من قبل قال وإن تولوها عليا تجدوه هاديا مهديا إلا أنه ليس الخبر كالعيان ولا القول كالفعل ولا الوعد كالإنجاز وحالا عنه وتنكرا له ووقعا فيه وعاباه وغمصاه وتطلبا له العلل والتأويلات وتنقما عليه الاستبداد وترك المشاورة وانتقلا من ذلك إلى الوقيعة فيه بمساواة الناس في قسمة المال وأثنيا على عمر وحمدا سيرته وصوبا رأيه وقالا إنه كان يفضل أهل السوابق وضللا عليا # فيما رآه وقالا إنه أخطأ وإنه خالف سيرة عمر وهي السيرة المحمودة التي لم تفضحها النبوة مع قرب عهدنا منها واتصالها بها واستنجدا عليه بالرؤساء من المسلمين كان عمر يفضلهم وينفلهم في القسم على غيرهم والناس أبناء الدنيا ويحبون المال حبا جما فتنكرت على أمير المؤمنين # بتنكرهما قلوب كثيرة ونغلت عليه نيات كانت من قبل سليمة ولقد كان عمر موفقا حيث منع قريشا والمهاجرين وذوي السوابق من الخروج من المدينة ونهاهم عن مخالطة الناس ونهى الناس عن مخالطتهم ورأى أن ذلك أس الفساد في الأرض وأن الفتوح والغنائم قد أبطرت المسلمين ومتى بعد الرءوس والكبراء منهم عن دار الهجرة وانفردوا بأنفسهم وخالطهم الناس في البلاد البعيدة لم يأمن أن يحسنوا لهم الوثوب وطلب الإمرة ومفارقة الجماعة وحل نظام الألفة ولكنه ¥ نقض هذا الرأي السديد بما فعله بعد طعن أبي لؤلؤة له من أمر الشورى فإن ذلك كان سبب كل فتنة وقعت وتقع إلى أن تنقضي الدنيا وقد قدمنا ذكر ذلك وشرحنا ما أدى إليه أمر الشورى من الفساد بما حصل في نفس كل من الستة من ترشيحه للخلافة.