شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في حسن الثناء وطيب الأحدوثة

صفحة 328 - الجزء 1

  ومن شعر الحماسة أيضا:

  أخوك أخوك من ينأى وتدنو ... مودته وإن دعي استجابا

  إذا حاربت حارب من تعادي ... وزاد غناؤه منك اقترابا

  يواسي في كريهته ويدنو ... إذا ما مضلع الحدثان نابا

فصل في حسن الثناء وطيب الأحدوثة

  ثم إنه # ذكر أن لسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خيرا له من المال يورثه غيره، ولسان الصدق هو أن يذكر الإنسان بالخير ويثنى عليه به قال سبحانه: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}⁣[الشعراء: ٨٤].

  وقد ورد في هذا المعنى من النثر والنظم الكثير الواسع فمن ذلك قول عمر لابنة هرم: ما الذي أعطى أبوك زهيرا؟ قالت: أعطاه مالا يفنى وثيابا تبلى.

  قال: لكن ما أعطاكم زهير لا يبليه الدهر ولا يفنيه الزمان.

  ومن شعر الحماسة أيضا:

  إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد ... بفضل الغنى ألفيت ما لك حامد

  وقل غناء عنك مال جمعته ... إذا كان ميراثا وواراك لاحد

  وقال يزيد بن المهلب: المال والحياة أحب شيء إلى الإنسان والثناء الحسن أحب إلي منهما، ولو أني أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن يكون لي أذن أسمع بها ما يقال في غدا وقد مت كريما.

  وحكى أبو عثمان الجاحظ عن إبراهيم السندي قال: قلت في أيام ولايتي الكوفة