199 - ومن كلام له # وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين
  لَمِنَ الصَّادِقِينَ ٦ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ٧}[النور: ٦ - ٧].
  و قال تعالى في القاذف {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٢٣}[النور: ٢٣].
  فهاتان الآيتان في المكلفين من أهل القبلة والآيات قبلهما في الكافرين والمنافقين ولهذا قنت أمير المؤمنين # على معاوية وجماعة من أصحابه ولعنهم في أدبار الصلوات.
  فإن قلت فما صوره السب الذي نهى أمير المؤمنين # عنه.
  قلت كانوا يشتمونهم بالآباء والأمهات ومنهم من يطعن في نسب قوم منهم ومنهم من يذكرهم باللؤم ومنهم من يعيرهم بالجبن والبخل وبأنواع الأهاجي التي يتهاجى بها الشعراء وأساليبها معلومة فنهاهم # عن ذلك وقال إني أكره لكن أن تكونوا سبابين ولكن الأصوب أن تصفوا لهم أعمالهم وتذكروا حالهم أي أن تقولوا إنهم فساق وإنهم أهل ضلال وباطل.
  ثم قال اجعلوا عوض سبهم أن تقولوا اللهم احقن دماءنا ودماءهم.
  حقنت الدم أحقنه بالضم منعت أن يسفك أي ألهمهم الإنابة إلى الحق والعدول عن الباطل فإن ذلك إذا تم حقنت دماء الفريقين.
  فإن قلت كيف يجوز أن يدعو الله تعالى بما لا يفعله أليس من أصولكم أن الله تعالى لا يضطر المكلف إلى اعتقاد الحق وإنما يكله إلى نظره.
  قلت الأمر وإن كان كذلك إلا أن المكلفين قد تعبدوا بأن يدعوا الله تعالى