201 - ومن كلام له # قاله لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة
  خمسون ألف سيف فقال ما الخبر قال إن الجيش بأسره قد أحدق به وهو قاعد بينهم على الأرض تحته نطع وهو مطرق والبارقة تلمع على رأسه يقولون لئن لم تعد الأشتر قتلناك قال ويحكم فما سبب ذلك قالوا رفع المصاحف قال والله لقد ظننت حين رأيتها رفعت أنها ستوقع فرقة وفتنة.
  ثم كر راجعا على عقبيه فوجد أمير المؤمنين # تحت الخطر قد ردده أصحابه بين أمرين إما أن يسلموه إلى معاوية أو يقتلوه ولا ناصر له منهم إلا ولداه وابن عمه ونفر قليل لا يبلغون عشرة فلما رآهم الأشتر سبهم وشتمهم وقال ويحكم أبعد الظفر والنصر صب عليكم الخذلان والفرقة يا ضعاف الأحلام يا أشباه النساء يا سفهاء العقول فشتموه وسبوه وقهروه وقالوا المصاحف المصاحف والرجوع إليها لا نرى غير ذلك فأجاب أمير المؤمنين # إلى التحكيم دفعا للمحذور الأعظم بارتكاب المحظور الأضعف فلذلك قال كنت أميرا فأصبحت مأمورا وكنت ناهيا فصرت منهيا وقد سبق من شرح حال التحكيم وما جرى فيه ما يغني عن إعادته