شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

202 - ومن كلام له # بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي

صفحة 33 - الجزء 11

  كنت هاهنا زائدة مثل قوله تعالى {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ٢٩}⁣[مريم: ٢٩].

  و قوله وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة لفظ فصيح كأنه استدرك وقال وبلى على أنك قد تحتاج إليها في الدنيا لتجعلها وصلة إلى نبل الآخرة بأن تقري فيها الضيف والضيف لفظ يقع على الواحد والجمع وقد يجمع فيقال ضيوف وأضياف والرحم القرابة.

  وتطلع منها الحقوق مطالعها توقعها في مظان استحقاقها.

  والعباء جمع عباءة وهي الكساء وقد تلين كما قالوا عظاءة وعظاية وصلاءة وصلاية.

  وتقول علي بفلان أي أحضره والأصل أعجل به علي فحذف فعل الأمر ودل الباقي عليه.

  ويا عدي نفسه تصغير عدو وقد يمكن أن يراد به التحقير المحض هاهنا.

  ويمكن أن يراد به الاستعظام لعداوته لها ويمكن أن يخرج مخرج التحنن والشفقة كقولك يا بني.

  واستهام بك الخبيث يعني الشيطان أي جعلك هائما ضالا والباء زائدة.

  فإن قيل ما معنى قوله # أنت أهون على الله من ذلك.

  قلت لأن في المشاهد قد يحل الواحد منا لصاحبه فعلا مخصوصا محاباة ومراقبة له