شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

203 - ومن كلام له # وقد سأله سائل عن أحاديث البدع وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر

صفحة 40 - الجزء 11

  الكلام في تفسير الألفاظ الأصولية وهي العام والخاص والناسخ والمنسوخ والصدق والكذب والمحكم والمتشابه موكول إلى فن أصول الفقه وقد ذكرناه فيما أمليناه من الكتب الأصولية والإطالة بشرح ذلك في هذا الموضع مستهجنة.

  قوله # وحفظا ووهما الهاء مفتوحة وهي مصدر وهمت بالكسر أوهم أي غلطت وسهوت وقد روي وهما بالتسكين وهو مصدر وهمت بالفتح أوهم إذا ذهب وهمك إلى شيء وأنت تريد غيره والمعنى متقارب.

  وقول النبي ÷ فليتبوأ مقعده من النار كلام صيغته الأمر ومعناه الخبر كقوله تعالى {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا}⁣[مريم: ٧٥] وتبوأت المنزل نزلته وبوأته منزلا أنزلته فيه.

  والتأثم الكف عن موجب الإثم والتحرج مثله وأصله الضيق كأنه يضيق على نفسه.

  ولقف عنه تناول عنه.

  وجنب عنه أخذ عنه جانبا.

  وإن في قوله حتى إن كانوا ليحبون مخففة من الثقيلة ولذلك جاءت اللام في الخبر.

  والطارئ بالهمز الطالع عليهم طرأ أي طلع وقد روي عللهم بالرفع عطفا على وجوه وروي بالجر عطفا على اختلافهم