204 - ومن خطبة له #
  الفرس في الأرض تسوخ وتسيخ أي دخلت فيها وغابت مثل ثاخت وأسختها أنا مثل أثختها والأنصاب الأجسام المنصوبة الواحد نصب بضم النون والصاد ومنه سميت الأصنام نصبا في قوله تعالى {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ}[المائدة: ٣] لأنها نصبت فعبدت من دون الله قال الأعشى:
  وذا المنصوب لا تنسكنه ... لعاقبة والله ربك فاعبدا
  أي وأساخ قواعد الجبال في متون أقطار الأرض وفي المواضع الصالحة لأن تكون فيها الأنصاب المماثلة وهي الجبال أنفسها.
  قوله فأشهق قلالها جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل أشهقها جعلها شاهقة أي عالية.
  وأرزها أثبتها فيها رزت الجرادة ترز رزا وهو أن تدخل ذنبها في الأرض فتلقى بيضها وأرزها الله أثبت ذلك منها في الأرض ويجوز أرزت لازما غير متعد مثل رزت وارتز السهم في القرطاس ثبت فيه وروي وآرزها بالمد من قولهم شجرة آرزة أي ثابتة في الأرض أرزت بالفتح تأرز بالكسر أي ثبتت وآرزها بالمد غيرها أي أثبتها.
  وتميد تتحرك وتسيخ تنزل وتهوي.
  فإن قلت ما الفرق بين الثلاثة تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها.
  قلت لأنها لو تحركت لكانت إما أن تتحرك على مركزها أو لا على مركزها