شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

206 - ومن خطبة له #

صفحة 63 - الجزء 11

  ثم قال ولا علم مستفاد أي ليس يعلم الأشياء بعلم محدث مجدد كما يذهب إليه جهم وأتباعه وهشام بن الحكم ومن قال بقوله.

  ثم ذكر أنه تعالى قدر الأمور كلها بغير روية أي بغير فكر ولا ضمير وهو ما يطويه الإنسان من الرأي والاعتقاد والعزم في قلبه.

  ثم وصفه تعالى بأنه لا يغشاه ظلام لأنه ليس بجسم ولا يستضيء بالأنوار كالأجسام ذوات البصر ولا يرهقه ليل أي لا يغشاه ولا يجري عليه نهار لأنه ليس بزماني ولا قابل للحركة ليس إدراكه بالأبصار لأن ذلك يستدعي المقابلة ولا علمه بالإخبار مصدر أخبر أي ليس علمه مقصورا على أن تخبره الملائكة بأحوال المكلفين بل هو يعلم كل شيء لأن ذاته ذات واجب لها أن تعلم كل شيء لمجرد ذاتها المخصوصة من غير زيادة أمر على ذاتها: وَمِنْهَا فِي ذِكْرِ اَلنَّبِيِّ ÷ أَرْسَلَهُ بِالضِّيَاءِ وَقَدَّمَهُ فِي الاِصْطِفَاءِ فَرَتَقَ بِهِ اَلْمَفَاتِقَ وَسَاوَرَ بِهِ اَلْمُغَالِبَ وَذَلَّلَ بِهِ اَلصُّعُوبَةَ وَسَهَّلَ بِهِ اَلْحُزُونَةَ حَتَّى سَرَّحَ اَلضَّلاَلَ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ أرسله بالضياء أي بالحق وسمى الحق ضياء لأنه يهتدى به أو أرسله بالضياء أي بالقرآن.