شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

206 - ومن خطبة له #

صفحة 64 - الجزء 11

  وقدمه في الاصطفاء أي قدمه في الاصطفاء على غيره من العرب والعجم قالت قريش {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ}⁣[الزخرف: ٣١] أي على رجل من رجلين من القريتين عَظِيمٍ أي إما على الوليد بن المغيرة من مكة أو على عروة بن مسعود الثقفي من الطائف.

  ثم قال تعالى {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}⁣[الزخرف: ٣٢] أي هو سبحانه العالم بالمصلحة في إرسال الرسل وتقديم من يرى في الاصطفاء على غيره.

  فرتق به المفاتق أي أصلح به المفاسد والرتق ضد الفتق والمفاتق جمع مفتق وهو مصدر كالمضرب والمقتل.

  وساور به المغالب ساورت زيدا أي واثبته ورجل سوار أي وثاب وسورة الخمر وثوبها في الرأس.

  والحزونة ضد السهولة والحزن ما غلظ من الأرض والسهل ما لان منها واستعير لغير الأرض كالأخلاق ونحوها.

  قوله حتى سرح الضلال أي طرده وأسرع به ذهابا.

  عن يمين وشمال من قولهم ناقة سرح ومنسرحة أي سريعة ومنه تسريح المرأة أي تطليقها