شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

208 - ومن دعاء كان يدعو به # كثيرا

صفحة 85 - الجزء 11

  قوله كثيرا منصوب بأنه صفة مصدر محذوف أي دعاء كثيرا وميتا منصوب على الحال أي لم يفلق الصباح على ميتا ولا يجوز أن تكون يصبح ناقصة ويكون ميتا خبرها كما قال الراوندي لأن خبر كان وأخواتها يجب أن يكون هو الاسم ألا ترى أنهما مبتدأ وخبر في الأصل واسم يصبح ضمير الله تعالى وميتا ليس هو الله سبحانه.

  قوله ولا مضروبا على عروقي بسوء أي ولا أبرص والعرب تكني عن البرص بالسوء ومن أمثالهم ما أنكرك من سوء أي ليس إنكاري لك عن برص حدث بك فغير صورتك.

  وأراد بعروقه أعضاءه ويجوز أن يريد ولا مطعونا في نسبي والتفسير الأول أظهر.

  ولا مأخوذا بأسوإ عملي أي ولا معاقبا بأفحش ذنوبي.

  ولا مقطوعا دابري أي عقبي ونسلي والدابر في الأصل التابع لأنه يأتي دبرا ويقال للهالك قد قطع الله دابره كأنه يراد أنه عفا أثره ومحا اسمه قال سبحانه أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ.

  ولا مستوحشا أي ولا شاكا في الإيمان لأن من شك في عقيدة استوحش منها.

  ولا متلبسا عقلي أي ولا مختلطا عقلي لبست عليهم الأمر بالفتح أي خلطته وعذاب الأمم من قبل المسخ والزلزلة والظلمة ونحو ذلك.